نحن نسعى كأمهات وآباء إلى تربية أطفال سعداء كي يصبحوا في المستقبل مواطنين منتجين ينتمون إلى مجتمع مزدهر. ويشكل الحرص على صحّة أطفالنا النفسية والعقلية جزءًا مهمًا من سعينا إلى تحقيق هذا الهدف. فالصحة النفسية والعقلية جزء لا يتجزّأ من التطور المعرفي، ويبدأ كلاهما بالنمو والتجذر في مرحلة مبكرة من حياة الطفل.
بإمكان الأطفال في مرحلة الروضة أن يظهروا سلوكًا عاطفيًا قد يشير إلى احتمال تعرضهم في المستقبل لمشاكل على مستوى الصحة العقلية. لا تنسي طبعًا أنّ الأطفال يعبرون عن أنفسهم بشكل مختلف عن البالغين. فبعض العلامات المبكرة لمشاكل الصحة العقلية غالبًا ما تسمى مشاكل سلوكية أو مشاكل في السيطرة على العواطف.
قد تكون هذه العلامات مجرد فوارق تميّز الأطفال الأصحاء. فالصحة النفسية الجيدة تتجسّد في طفل يُبدي اهتمامًا، وفضولًا، وقدرة على التفكير في ما يحدث من حوله، على الأقل إلى حد ما. بإمكان الأطفال الأصحاء أن يشعروا بالاستياء والانزعاج ومن بعد استيعابهم لهذه المشاعر، يستعيدون إحساسهم بالسعادة. (نصيحة: إذا كنت تشعرين أن هناك خللًا ما في سلوك طفلك، استشيري أخصائي في المجال الطبي. فقد تلقّى أصحاب الاختصاص التدريب المناسب لتحديد أيّ مشاكل محتملة قد يعاني منها طفلك).
عندما يعاني الطفل من الإجهاد السام، يُصبح غير مستقر. ويمكن أن يكون عدم الاستقرار هذا ناتجًا عن عددٍ من الأسباب. ويشكّل تحديد المصدر أداة مهمة جدًا لإعادة الأمور إلى مسارها الصحيح.
عندما يظهر الطفل علامات مثيرة للشكوك في وقت مبكر، يمكن لأخصائي في المجال الطبي أن يحدد طبيعة المشاكل التي يعاني منها الطفل ويقترح عليك بالتالي الحلول المناسبة. ونتيجة لذلك، فإن معظم المشاكل الصحية العقلية المحتملة لن تتطوّر لتصبح بالفعل مشاكل عقلية، إذا قمنا بمعالجتها في مرحلة مبكرة.